محمد جمعة عبدالهادي | مثاقفة حول الترجمات العربية للنصوص الانجليزية - "فرنسيس بيكون ١٥٦١-١٦٢٦م ... ومقالاته الشهيرة"

مثاقفة حول الترجمات العربية للنصوص الانجليزية
"فرنسيس بيكون ١٥٦١-١٦٢٦م ... ومقالاته الشهيرة"
 اقتباس من أحد مقالات بيكون، وهو:
"لا تقرأ لتعارض وتفند، ولا لتؤمن وتسلم، ولا لتجد ما تتحدث عنه، بل لتزن وتفكر".
أولا٬ لفت انتباهي بالأساس العبارة الأخيرة وهي "بل لتزن وتفكر"
، فقلت: لعله يقصد (.. فحسب، ولكن لتزن وتفكر)
وإذا ثبت أن هذه المقولة لبيكون صحيحة فسيكون بها شبه خطأ -وفق اعتقادي-، والآصح الوقوف علي النص الانجليزي الاصلي لهذا الاقتباس
ثانيا: وبعد وقت وجهد كبيرين عثرت علي نص الاقتباس الأصلي في كتاب: (مقالات بيكون):
(THE ESSAYS OF FRANCIS BACON), NEW YORK, CHARLES SCRIBNER'S SONS, 1908, PP. 233-234.
ونص الاقتباس الأصلي بالانجليزية هو:

“Read not to contradict and confute; nor to believe and take for granted; nor to find talk and discourse; but to weigh and consider.”

ثالثا: وقد تبين التالي:
١- أن الاقتباس مجتزأ من الفقرة الكاملة من أصل النص الانجليزي (مرفق صورته) وترجمته المجتزأة ليست بصحة كاملة من حيث مضمونها وكذلك صياغتها الكلية الاصطلاحية.
٢- أن الترجمة الصحيحة للكلمة المشار إليها هي ليست بمعني "تفكر: التفكير" (Think) بينما هي (consider) بمعنى "تعتبر: الاعتبار". وهنالك فرق بين اللفظين حيث أن اللفظة المذكورة في الترجمة العربية الأصل في مقاصدها هو التفكير الباعث علي التفنيد والنقد لبحث سلامة الأمر والفكرة وهذا فيه تعارض مع المعاني الأولي المنفية بالاقتباس.
٣- إن الترجمة الصحيحة لنص الاقتباس وفق سياقه بالنص الاصلي المنشور باللغة الانجليزية هي:
"أقرأ لا لتعارض وتفند، ولا لتؤمن بالأمر المسلم به، ولا لتجد حديثا وحوارًا، (ولكن) لتزن وتعتبر".
٤- (لكن: But) وفق النص الانجليزي الأصلي وليس (بل): فقد ذكر في الترجمة العربية (بل) والصحيح وفق الترجمة هنا (لكن) التي تفيد الاستدراك علي ما سبق من مقاصد القراءة، والتي هي ذات ما تفيده (بل) التي تفيد ايضا الاستدراك لما سبقها من النفي ولكن الاستدراك ب(لكن) أفضل من بل.
٥- إن السياق الصحيح للاقتباس هو:
أن تقرأ لا لتفند وتعارض .. فحسب ولكن لتزن وتعتبر. فيما يخص النظر في العواقب.
٦- لو كانت كلمة "تفكر" وهي ترجمة غير صحيحة لكلمة (consider)
لصار تعاراضًا واضحا، والصحيح والأصح ما ذكر.
رابعا: الواجب مراجعة الترجمات المشهورة لمقولات أعلام الغرب.
محمد جمعة أبوعبدالرحمن (٣٠ ديسمبر، ٢٠١٩م).

إرسال تعليق

أحدث أقدم