محمد جمعة عبدالهادي | بطاقات تعريفية - 07 | "فقه المحقق وعمل الباحث المتخصص في التراث والتاريخ الإسلامي"، (جريدة السياسة الكويتية، الأربعاء، 18 ذي الحجة، 1439هـ/28 أغسطس، 2018م، السنة: 50، العدد: 17819)، ص 10

 محمد جمعة عبدالهادي | بطاقات تعريفية - 07  | "فقه المحقق وعمل الباحث المتخصص في التراث والتاريخ الإسلامي"، (جريدة السياسة الكويتية، الأربعاء، 18 ذي الحجة، 1439هـ/28 أغسطس، 2018م، السنة: 50، العدد: 17819)، ص 10

ومقاصد المقالة تتعدد بين الباحثين عمومًا، ويتباين تقديرها بين الباحثين المتخصصين. والقصد الذي يقع في الدائرة الأولى، هي أن تخرج التحقيقات من قبل المتخصصين، لا من قبل الاختيارات في التحقيق؛ والواجب أن يختار المحقق النسخة الغير محققة في (تخصصه) أو أن تراجع مثل هذه الاختيارات من قبل (المتخصصين)، سواء بالمشاركة أو بالمراجعة بعد الإتمام. المهم أن تخضع العملية للمتخصص.  

وقد أشرت سابقا إلى نماذج يمكن التماسها غير المشار إليها في المقالة، وهذا النموذج يتعلق بتحقيق كتاب (ديوان الأحكام الكبرى، لابن سهل الجياني ت 486هـ)، وقد أكدت أيضًا في ذات المذهب، ما يترتب عليه من نتائج متباينة في (قراءة المتخصصين) على اختلاف تخصصاتهم للمصادر. 

يمكن مراجعة الروابط:-

1- [#مراجعات_نقدية .. المتخصص أولى بتحقيق مثل هذه النصوص الأندلسية]

ومثال ذلك: أحد أهم مصادر دراسة الحياة الاجتماعية في الأندلس -وخاصة قرطبة- في القرن الخامس الهجري. [ديوان الأحكام الكبرى أو الإعلام بنوازل الأحكام وقطر من سير الحكام، تأليف: أبي الأصبغ عيسى بن سهل بن عبد الله الأسدي الجياني ت 486هـ] 

2- [#مراجعات_نقدية من فهرسة ابن خير الإشبيلي (ت575هـ) إلى كتاب التمهيد لابن عبد البر القرطبي (ت463هـ): ليس كل القراء على سواء حينما يتقدم المتخصص]


* رابط تحميل (البطاقة بالمقالة) (موقع أكاديميا)

* رابط قراءة المقالة، نصًا، من خلال (موقع جريدة الجزيرة السعودية):

للتحميل 

   وقد أعادت جريدة الجزيرة (السعودية) نشرها أيضًا (العدد: 16895، 14 ربيع الآخر 1440هـ/31 ديسمبر 2018م)، ص 21

للتحميل

  


 

إن كل محقق باحث، وليس كل باحث محقق، وهذا صحيح لمكانة المحققين عمومًا، ولقد تبينت أيضًا أن المحققين جميعهم ليس لديهم «فقه التحقيق»، إنما يتوفر ذلك عند قلة قليلة منهم، والمقصود بذلك أن المحقق في كثير من الأحيان قد لا يعي القيمة العلمية للمادة التي يحققها، بحيث يتمكّن من إتاحتها بصورة جديرة يستفيد منها الباحثون، فهو يقف فحسب عند حد إخراج النص كما كتبه صاحبه؛ ثم الفهارس والكشافات التحليلية المعتادة: الأعلام، البلدان... إلخ؛ لذا فإن كثيراً من المصادر المحققة التي خرجت - حتى بتحقيقات المشاهير- خرجت دونما إعداد وتجهيز جيد ليتم للباحثين الاستفادة القصوى منه.

ولربما هذا المعني ليس للمحقق صلة به، إنما هو عمل الباحث الذي يجمع بين هذا وذاك، ولكن قلت: فطبيعة عمل المحقق إنشاء الفهارس التي تكشف عن المحتوى المحقق، والأمر ليس مقصوراً على أخرج النص بذات الفهارس القديمة: البلدان والأعلام.. إلخ، إنما الواجب أن ينظر المحقق أيضًا إلى أهمية النص للباحثين.

ومثال ذلك: تحقيق العلامة الدكتور بشار معروف لفهرسة ابن خير الأشبيلي (ت 575هـ):

وفيها يتبيّن فيما أعتقد أنه قد غفل أن الفهرسة لعالم أندلسي، وبها مرويات متباينة عن علماء مشارقة وأندلسيين ومغاربة، ومن ذلك كمثال أنه يغفل عن الترجمة لأَبُو الْحسن شُرَيْح بن مُحَمَّد بن شُرَيْح الرعيني الْمُقْرِئ (الفهرسة، تحقيق بشار، ص 49) في ذات موضع الكتاب المروي، فهو «إشبيلي». فكان من المفترض فيما أعتقد أن يبين في التراجم التي تجلّت في حواشيه أيهما أندلسي مع تحديد موضعه؛ فتتجلّى هنا فوائد عدة للباحثين، إلا أن الفهارس لم تكشف عن ذلك.

وفي المثال المذكور تفقد الفهارس التالية: فهرس مرويات الكتب وفق المواضع بالأندلس: قرطبة، إشبيلية.. إلخ (لمعرفة طبيعة الحركة العلمية بالموضع). فهرس الأعلام الأندلسيين وفق مواضعهم فيمن روى عنهم ابن خير الإشبيلي (لقراءة تأثير المرويات وجهود الأعلام في نشرها في المدن الأندلسية). فهرس الأعلام وفق أنسابهم (القبيلة، لمعرفة أثر القبائل في رواية الكتب). فهرس مرويات الأعلام وفق تاريخ وفاتهم (العصر). فهرس الأعلام المشارقة (لمعرفة أثر المشارقة). فهرس الأعلام المغاربة (لمعرفة أثر المغاربة). فهرس مرويات الأبناء عن الآباء (لمعرفة الصلات العلمية داخل البيوتات والأسر العلمية). وغيرها: وهو ما سيتجلّى بعون الله تعالى في إخراج الفهرسة مرة أخرى تحت (الدراسة والقراءة والتعليق، مزوّدة بنحو خمسة عشر فهرسًا وجداول تحليلية).

وفي هذا المثال أمثلة أخرى، وعيوب هذه التحقيقات لا تتعلّق بالمحقق فهو محقق للنص فحسب مسؤولاً عن سلامة النص مصوبًا مدققاً، ولكن هل يتطور عمل المحقق ليشمل فهارس جديدة توضح المحتوى المحقق، ويتبيّن منه الباحثين على تقارير علمية جديدة أم يقف المحقق على خطته ومنهجه القديم.

 

إرسال تعليق

أحدث أقدم